شاعر لم يولد بعد وجد ميتا بين الكتب || الموت يخطف الشاعر الشاب حسين ربح

متابعة | مدار 24

فجعت الأوساط الثقافية والإعلامية في بغداد اليوم بوفاة الشاعر الشاب حسين ربح، إثر سكتة قلبية مفاجئة. وعُثر على الشاعر، الذي اشتهر بشغفه بالكتب وعمله في شارع المتنبي وبامتلاكه للمكتبة الإلكترونية “الكتاب صاحب”، متوفياً على كرسيه وسط الكتب في مكتبة “دار قناديل” التي كان يعمل بها. وأكد أصدقاء الراحل أن الوفاة حدثت ظهر اليوم نتيجة النوبة القلبية، مستذكرين دوره في الشعر الشعبي ونشاطه المستمر في المهرجانات بعد تخرجه من كلية الإعلام العام الماضي.

 

الشابّ الكتبيّ والشاعر والرسام وعازف العود حسين علاء محمد  الكعبي ذو الثلاثة والعشرين عاما توفي قبل أن يكتمل نبوغه الشعري، وقد ترك لنا نبذة من شعره بقصائدعرضت مفهومه للحياة بوضوح وجزالة

 

هنا بعض شعره :

 

الرِّيحُ المُشْتَعِلَةُ تُداهِمُ وَجْهِي

 

مُنْذُ أَيّامٍ

وَهذِهِ الرِّيحُ السّاخِنَةُ لا تُفارِقُ وَجْهِي

تَحْفِرُ قَسَماتٍ جَديدَةً حَوْلَ عَيْنَيَّ

كَأَنَّها تَقولُ لِي: “اِكْبَرْ

أَيُّها الشّابُّ الصَّغيرُ،

اِكْبَرْ، فَإِنَّ العالَمَ لَيْسَ بِحاجَةٍ إِلَيْكَ وَلمَرَحِكَ المُسْتَمِرِّ،

اِكْبَرْ، ثُمَّ مُتْ،

فَإِنَّكَ كَبِرْتَ عَلى أَنْ تَكُونَ صَغِيرا.”

سَأَزْرَعُ عِندَ شاهِدَةِ قَبْرِي

شَجَرَةً، حَتّى لا تَأْتِي هذِهِ الرِّيحُ،

حَتّى لا تَقولَ لِي:

“تَحوَّلْ إِلى عِظامٍ،

أَيُّها المَيِّتُ الصَّغيرُ.”

سَأَمُوتُ بِصَمْتٍ،

بِبُطْءٍ…

سَأَمُوتُ، وَأُدْفَنُ عَلى سَرِيرِي،

حَتّى لا أُزْعِجَ التُّرابَ.

 

هذهِ الليلة

 

قرأت من الشعر ما يسقيني

وما يسقي معاناتي

قرأتُ من الشعر ما يكفيني ، وربما يكفي لموسمٍ آتِ .

عواطفي ، مواسمٌ لا ربيع لها

خريفٌ لنصف حولٍ ، شتاءٌ بقية العامِ

مصائبٌ في حفرةٍ تبعد عنها الحلول ألف سنةٍ ضوئية .

بدأ الصدء من أسناني ،

الشاي و حسرات منسوجةٌ بالصمت .

ذكرياتٌ مؤلمةٌ في رأسي لم تغادر ،

لم تغادر خشيةَ أن يغلفها النسيان.

 

كلمة أخيرة

 

في نهاية كل عام

افكر

كيف اجهضتني الحياة

وكيف جئتُ

ومن وضع لي كل هذهِ الطُرقات

في نهاية كل عام

انظر الى المرآة

من نحت وجهي

وأيّ نوع دمعٍ ستشربُ القسمات

في أي نافذةٍ تباع الضحكات

وفي ايّ ارضٍ ستسقط قدمي مجدداً

واسقطُ في دوامة الذكريات

وابحر مجدداً ليلاً

في فضاء المشاعر

بين ابراج العذاب التي شيدتها الخسارات

افكر

افكر طويلاً

هل ستطاردني الاقدار كما طاردتني الذكريات

هل سوء حظي سيبقى

وتتيه اقدامي في شِباك المنعطفات

هل سأبقى افكر

افكر بالحياة

 

اتذكرُ ذات مرة

 

كُنا في رحلةٍ على متن القطار

وتحدثنا عن الجمال الفنّي و ذكرنا احد المسرحيات

وقُلتُ :

الخروج عن النص في تلك المسرحية كانَ جميلاً

سمع القطار تلك الجملة و خرجَ عن النص ومُتنا .

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.